محمد سناجلة
جسد عطش..جسد جائع..جسد متعب.. جسد يفور بالرغبات والشهوات…يريد دائما ومتطلب دائما، ولا يشبع أبدا…
هذا أنت أيها الكائن الذي تقبع مربوطا في سجن الجسد…
تريد ان تحلق..أن تطير.. أن تسافر لعالم غير موجود إلا في خيالك الذي هو بلا قيد.. “خيالك خيّالك إن شلته شالك”..لكن كيف تستطيع أن تكون ندا لخيالك وانت محجوز في جسد يضطرم بالرغبات التي لا تنتهي….عليك أن تكون خيالا لتلحق بالخيال..فأي خيل تلك التي ستشيلني وتحملني لذراك!
حتى تتخلص من الجسد وتتحرر منه عليك أن تقتله..أن تنفيه عنك..عندها فقط ستصبح حرا، وتعيش في الخيال، في عالم آخر اشد جمالا وأكثر بهجة والأهم أكثر حرية..حريتي هي ما أريد…
تقول الأمريكية أنيتا مورجاني التي ماتت وعادت من الموت لتروي لنا قصتها:
“الموت ليس مكانا بل صحوة بأبعاد أخرى مختلفة، يبدأ بنفق ونور مشع في نهايته، قبل أن تعم الأضواء المكان، ليتكشف عالم آخر يمكن تسميته بالجنة، لكن تختلف التسمية باختلاف الأديان”.
وكانت أنيتا قد عاشت في غيبوبة لمدة تزيد عن 30 ساعة إثر اصابتها بسرطان مميت، ففي عام 2006 كان مرض السرطان قد نهش جسمها ولم تعد تقدر على الحركة بسبب ضمور عضلاتها وضعف جسمها وامتلاء رئتها بالسوائل، مما دفع الأطباء إلى إخبار عائلتها ان امامها فقط بضع ساعات لتموت.
وأضافت تصف تجربتها مع الموت وما أحست به من مشاعر: “لأول مرة أحسست بالحب المطلق، بصرف النظر عمن أكون أنا.. أحسست بالارتباط بكل شخص وكل شيء”.
وبعد موتها وعودتها بفترة بدأت انيتا بالتحسن بما يشبه المعجزة، فقد تراجع الورم بنسبة 70 في المائة وباتت قادرة على الأكل والحركة، وشفيت لاحقا من المرض تماماً لتروي قصتها في كتاب اطلقت عليها اسم “مت لأعود انا”.
***
ترى هل وجودنا في هذا العالم هو العقوبة التي نلناها لأننا أذنبنا في عالم آخر، هل هذا الجسد الذي تعيش فيه أرواحنا الحرة هو سجننا الذي عاقبتنا به الآلهه لذنب كبير اقترفناه في حياة أخرى، ومحكوم علينا أن نعيش فيه 60 أو 70 او 100 سنة كعقوبة وكلما زاد الذنب ازداد عمر الانسان في هذه الدنيا بزيادة عقوبته.
الغريب اننا نحزن على الاطفال الصغار والشباب حين يموتون…لكن ماذا لو كان ذنبهم ليس بكبر ذنوبنا ولهذا قضوا مدة عقوبتهم بسرعة وعادوا للجنة…
ألم يكن وجود آدم وحواء على هذه الأرض مجرد عقوبة قاسية لأنهم أكلوا من الشجرة المحرمة؟؟
ترى من أي شجرة بنت حرام أكلت أنا؟؟؟